تُعد الدرعية واحدة من أهم المدن التاريخية في المملكة العربية السعودية، بل يمكن القول إنها القلب الذي انطلقت منه الهوية السعودية المعاصرة. تمتاز المدينة بمزيج فريد من التاريخ، والتراث العمراني النجدي، والمشاريع الحديثة التي جعلت منها وجهة عالمية للسياحة والثقافة. في هذا الدليل الشامل، سنأخذك في رحلة معمقة داخل الدرعية، نتناول فيها تاريخها العريق، ونمط الحياة فيها، والمشاريع الاقتصادية والسياحية الضخمة، إضافة إلى استعراض أرقام، حقائق، جداول، وتحليلات تساعد على فهم هذه المدينة الفريدة.
تتمتع الدرعية بتاريخ يمتد لقرون، حيث تأسست في عام 1446م على يد مانع المريدي الذي جاء من شرق الجزيرة العربية ليستقر في وادي حنيفة. أصبحت لاحقًا عاصمة الدولة السعودية الأولى في عام 1744م بعد التحالف التاريخي بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب. هذا التحالف جعل الدرعية مركزًا سياسيًا ودينيًا، ومهدًا لوحدة الجزيرة العربية.
كانت الدرعية في تلك الفترة مركزًا تجاريًا وثقافيًا نابضًا بالحياة، ووجهة للعلماء والرحالة. وعلى الرغم من سقوط الدولة الأولى بعد الحملة العثمانية عام 1818م، إلا أن قيمة الدرعية لم تتلاشَ، بل بقيت رمزًا للهوية الوطنية. اليوم، تحظى الدرعية بمشروع تطوير عالمي يهدف لإعادة إحيائها كوجهة تراثية وثقافية عالمية.
تقع الدرعية شمال غرب مدينة الرياض وعلى امتداد وادي حنيفة، ما أعطاها ميزة طبيعية فريدة جعلت منها موقعًا مناسبًا للاستقرار منذ القدم. تتميز المدينة بطابع معماري نجدي أصيل مبني من الطين، إضافة إلى مشاريع عمرانية حديثة تدمج بين التراث والحداثة.
| العنصر الجغرافي | الوصف |
|---|---|
| الموقع | شمال غرب الرياض على ضفاف وادي حنيفة |
| المساحة | قرابة 20 كم² |
| الطابع العمراني | نجدي تراثي + تطوير حضري حديث |
| المعالم البارزة | حي الطريف، البجيري، وادي حنيفة |
يُعد حي الطريف أكثر المناطق شهرة في الدرعية، وهو موقع مُدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2010. يتميز الحي بعماراته الطينية التي تمثل المدرسة النجدية الأصيلة، ويضم قصورًا تاريخية مثل "قصر سلوى" و"قصر الحكم".
يستقطب الحي آلاف الزوار سنويًا للاستمتاع بجولات ثقافية، عروض صوتية وضوئية، متاحف تراثية، وممرات للمشي تستعرض تاريخ الدولة السعودية الأولى بطريقة مبتكرة.
يعد حي البجيري اليوم أبرز منطقة ترفيهية في الدرعية، ويضم مجموعة من المطاعم العالمية الفاخرة والمقاهي وأسواق الحرف والفنون. يتميز الحي بإطلالة ساحرة على وادي حنيفة وحي الطريف، ما جعله وجهة مفضلة للأسر والسياح والمهتمين بالتجارب الثقافية الراقية.
مشروع تطوير الدرعية هو أحد المشاريع الكبرى المرتبطة برؤية السعودية 2030، ويهدف إلى تحويل المدينة إلى وجهة سياحية عالمية تستقطب أكثر من 25 مليون زائر سنويًا. يشمل المشروع تطوير الطريف والبجيري ووادي حنيفة وإنشاء فنادق فاخرة، متاحف عالمية، شوارع مخصصة للمشاة، ومسارح مكشوفة.
| العنصر | قبل التطوير | بعد التطوير |
|---|---|---|
| عدد الزوار السنوي | أقل من 500 ألف | أكثر من 25 مليون متوقع سنويًا |
| المنشآت السياحية | محدودة | مجموعة فنادق، متاحف، أسواق عالمية |
| المساحات الخضراء | أساسها الطبيعي وادي حنيفة | زيادة بنسبة 40% في المساحات المفتوحة |
الحياة في الدرعية مزيج متوازن بين الهدوء الطبيعي والثقافة الحضرية الحديثة. لا تزال العادات النجدية الأصيلة حاضرة، خصوصًا في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات التقليدية. تتميز المنطقة بوجود مدارس مرموقة، خدمات صحية متقدمة، إضافة إلى بيئة آمنة وراقية للسكن.
تُعد الدرعية عنصرًا اقتصاديًا مهمًا ضمن رؤية المملكة 2030، وذلك بفضل مشاريعها السياحية التي توفر آلاف الوظائف وتدعم نمو قطاع الضيافة والترفيه. كما تساهم المنطقة في جذب المستثمرين المحليين والعالميين من خلال المشاريع السياحية والثقافية الضخمة.
تشير التقديرات إلى أن تطوير الدرعية سيساهم بـ27 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي سنويًا بحلول 2030، كما سيوفر أكثر من 55 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
موقع تراث عالمي ومركز لإحياء تاريخ الدولة السعودية الأولى.
يمتد على عدة كيلومترات ويوفر مسارات مشي طبيعية، جلسات خارجية، وبيئة خضراء رائعة.
وجهة المطاعم والمقاهي العالمية مع إطلالة ساحرة على الطريف.
منطقة مفتوحة مناسبة للعائلات ومحبي الطبيعة.
عند إعلان رؤية 2030، كانت الدرعية مجرد مدينة تاريخية ذات أهمية عالية، لكنها غير مستغلة سياحيًا. ومع إطلاق “مشروع بوابة الدرعية”، بدأت المنطقة تشهد طفرة عالمية في البنية التحتية، التسويق السياحي، والحفاظ على التراث.
اليوم، أصبحت الدرعية تُذكر إلى جانب مواقع تاريخية عالمية مثل مراكش وقرطبة، بفضل المزج الفريد بين التراث النجدي والحداثة. هذا التحول السريع يُعد مثالًا على قدرة السعودية على تطوير وجهات عالمية مع الحفاظ على الأصالة.
تُعد الدرعية مدينة استثنائية تجمع بين الأصالة والتاريخ العريق، وبين التطور العمراني المتسارع والمشاريع العالمية. سواء كنت مهتمًا بالتاريخ، الثقافة، السياحة، أو حتى الاستثمار، فإن الدرعية تمثل نموذجًا حقيقيًا لنجاح رؤية السعودية 2030. أصبحت المدينة اليوم واحدة من أهم الوجهات السياحية في المملكة والعالم، ما يجعل زيارتها تجربة لا تُنسى لكل زائر.
الدرعية ليست مجرد مدينة، بل هي قصة وطن، وتراث أمة، ومستقبل واعد.